تلعب روسيا دورًا مهمًا في الاقتصاد العالمي، وقد نمت علاقاتها التجارية مع الشرق الأوسط وغرب آسيا بشكل كبير على مر السنين. أنظمة الاقتصاد والمصارف الروسية مركزية إلى حد كبير، مع تأثير الدولة على القطاعات الرئيسية مثل الطاقة والدفاع والمالية. يقوم البنك المركزي الروسي بتنظيم السياسة المالية والنقدية للبلاد، ويحدد أسعار الفائدة ويضبط التضخم. الروبل (RUB) هو العملة الرسمية، ويتضمن النظام المصرفي الروسي مزيجًا من البنوك التي تسيطر عليها الدولة (مثل سبيربنك وVTB) والمؤسسات الخاصة؛ لكن العقوبات الدولية فرضت قيودًا على عمليات المصارف الروسية مع الغرب. نتيجة لذلك، سعت روسيا لزيادة تعاونها الاقتصادي والمالي مع الدول غير الغربية، خاصةً في مناطق مثل الشرق الأوسط وآسيا. تعززت العلاقات التجارية بين روسيا ودول الشرق الأوسط وغرب آسيا بسبب المصالح الاستراتيجية المشتركة، خاصةً في مجالات الطاقة والتعاون العسكري والزراعة. تعتبر روسيا واحدة من أكبر مصدري الغاز الطبيعي والنفط عالميًا؛ والعديد من دول تعتمد بشكل كبير على إمدادات الطاقة الروسية مثل تركيا وإيران التي تعتمد بشدة على الطاقة الروسية أيضًا وتستورد منها السلع مثل الفواكه والخضروات والمنتجات الصناعية . كما تعمل موسكو على تنويع محفظتها التجارية وتوسيع التعاون في مجالات التكنولوجيا والزراعة والدفاع؛ إذ تعد روسيا مورد أسلحة رئيسيًا لدول مثل إيران وسوريا ومصر مما يعزز روابطها الاقتصادية بالمنطقة .

أدت العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منذ عام2014 ، وخاصة بعد النزاع الأوكراني لعام2022 ، إلى دفع روسيا نحو الأسواق الشرق أوسطية والآسيوية لتقليل الاعتماد على الاقتصادات الغربية . سعت روسيا بنشاط لعقد اتفاقيات تجارية وصفقات طاقة مع دول مثل السعودية والإمارات وقطر . كما أدى هذا التحول أيضًا إلى زيادة التعاون المالي بما يشمل خطوات لتقليل استخدام الدولار الأمريكي في التجارة الثنائية ، مع جهود لاستخدام العملات المحلية أو أنظمة الدفع البديلة مثل نظام SPFS الروسي كبديل لـ SWIFT . تعتبر هذه الترتيبات مهمة بشكل خاص لدول مثل إيران التي تخضع أيضًا لعقوبات شديدة وقد وجدت شريكًا متعاونًا مع روسيا للتجارة والمعاملات المالية . وفي السياق الأوسع للتبادلات الاقتصادية والتجارية ، زاد دور روسيا كمصدر للغذاء أيضًا . بعد فرض قيودها الخاصة على واردات المواد الغذائية الغربية ، عززت روسيا قطاعها الزراعي وأصبحت موردًا رئيسيًا للقمح لدول مثل مصر وتركيا وعدد من دول الخليج . علاوةً على ذلك ، كانت صادرات الأسمدة والآلات الصناعية والفولاذ الروسية مطلوبة عبر غرب آسيا . لقد عززت الديناميكيات الجيوسياسية المتطورة التجارة والاستثمار بين روسيا ودول وغرب آسيا حيث يسعى كلا الطرفين للبحث عن بدائل للأسواق وأنظمة المالية التي تهيمن عليها الغرب .

تعتبر هذه العلاقات الاقتصادية والتجارية حيوية للطرفين ، حيث توفر لروسيا أسواق بديلة وسط العقوبات وتوفر للدول الشرق أوسطية الوصول إلى موارد أساسية مثل الطاقة والمعدات العسكرية . لدى هذه الديناميكية القدرة على الاستمرار بالتوسع ، خاصةً في مجالات تطوير البنية التحتية واستكشاف الطاقة والابتكار الرقمي.